شعب بين الشك والشكوى
..
بقلم محمود مسلم ٨/ ٦/ ٢٠٠٩ شعب يشك فى الجميع ويشكو من كل شىء.. هذا هو حال المصريين الآن.. غارقون فى الشك والشكوى مزاجهم العام متقلب.. اختفت الثوابت.. وانتشرت الاستثناءات.. وزادت الأوجاع.. وضاعت القناعات.. وذابت كلمات الرضا.. وعلت الاهات.. وانهارت القيم الاجتماعية.. واشتبكت كل الأمور مع بعضها البعض دون رابط أو فاصل.
منذ عدة سنوات قريبة لو سأل أحد عن سمات المواطن المصرى لقيل له إنه كريم وجدع وطيب ومسالم وغيور، أما الآن فالوصف الأمثل أن المصرى فهلوى وفيلسوف ويلعب بالبيضة والحجر وكسول وكثير الكلام والمطالب ويعلق أخطاءه على الآخرين ويفتقد الانتماء والولاء، فنجده يكره كلمة الاستعمار، لكنه يفرح لأى انتقادات خارجية ضد حكومته.. يتعاطف مع كل من يشتم بلده ليس حباً فيمن يشتم ولكن كرها فيمن يُشتم.
أسهل حجة لدى المواطن لتبرير أخطائه هى الحكومة، فهى المسؤولة عن كل الأخطاء بما فيها ارتكاب الكثيرين لجريمة الاتصال بالإسعاف دون وجود إصابات دون أن يفكر المواطن فى شقيقه المواطن.. أصبحنا نبحث عن حقوقنا الشخصية دون الانتباه إلى واجباتنا أو حقوق الآخرين.. نسب أعضاء مجلس الشعب ليلاً ونهاراً لكن لا نبذل أى جهد لمنع انتخابهم مرة أخرى.. نلعن رجال الأعمال فى كل وقت وأذان ثم نجرى وراءهم للحصول على أى منفعة منهم.
يظل المواطن المصرى يناضل ويكافح ويطالب بالتغيير حتى يأتيه التغيير المنتظر «بعد زمن طبعاً» فإذا مس مصالحه الشخصية قاومه وناضل مرة أخرى لإيقافه والتنديد به دون النظر للمصلحة القومية أو العامة أو المستقبل القريب أو البعيد.
صعب أن تقبض على مواطن مصرى متلبس بجريمة مشاركة شقيقه المواطن فى أزمة عامة، فموظفو الضرائب العقارية حينما يعتصمون لا تجد معهم سوى رجال الشرطة.. وعمال المحلة حينما يضربون لا يجدون أيضاً ضدهم سوى رجال الشرطة.. والصيادلة حينما يرفضون نظام الضرائب لا نجد مواطناً يساندهم إلا بالتعاطف من بعيد لبعيد، وكذلك الأطباء والصحفيون وحتى المحامون حينما رفضوا الرسوم القضائية ظل المواطن يصفق لهم من على سرير النوم أثناء متابعته للفضائيات بل، إن البعض حرص على عدم التصفيق بصوت مرتفع حتى لا يحرر له محضر إزعاج السلطات.
لقد أصبح المواطن المصرى هو الغائب الغائب فى كل القضايا المطروحة، ويبحث دائماً عمن يدير له معاركه، بل الأغرب أنه حينما يعجبه موقف فإنه يتعاطف معه فقط، وحينما يغضبه موقف فإنه يرفضه فى سره أو بالفضفضة مع زوجته وأولاده، وأحياناً يكتفى بالهمهمة مع زوجته فقط، خوفاً من أن أولاده يبلغون عنه، وفقاً للتعديلات المقترحة فى قانون الطفل.
لن تتطور مصر بالحكومة أو المعارضة بل بقدرة شعبها على التقدم ومحاسبة الحكومة والمعارضة. يحكى أن أحد الخلفاء الأمويين ذهب إلى المدينة فسأل أهلها عن أحوالهم ورأيهم فى والى المدينة فأجابوا: كنا نتمنى أن يكون الوالى مثل سيدنا عمر بن الخطاب أو سيدنا أبوبكر الصديق. فرد الخليفة الأموى قائلاً: عندما تكونون مثل رعية عمر وأبوبكر ستجدون ما تريدون!
..
منقوووووووول
..
بقلم محمود مسلم ٨/ ٦/ ٢٠٠٩ شعب يشك فى الجميع ويشكو من كل شىء.. هذا هو حال المصريين الآن.. غارقون فى الشك والشكوى مزاجهم العام متقلب.. اختفت الثوابت.. وانتشرت الاستثناءات.. وزادت الأوجاع.. وضاعت القناعات.. وذابت كلمات الرضا.. وعلت الاهات.. وانهارت القيم الاجتماعية.. واشتبكت كل الأمور مع بعضها البعض دون رابط أو فاصل.
منذ عدة سنوات قريبة لو سأل أحد عن سمات المواطن المصرى لقيل له إنه كريم وجدع وطيب ومسالم وغيور، أما الآن فالوصف الأمثل أن المصرى فهلوى وفيلسوف ويلعب بالبيضة والحجر وكسول وكثير الكلام والمطالب ويعلق أخطاءه على الآخرين ويفتقد الانتماء والولاء، فنجده يكره كلمة الاستعمار، لكنه يفرح لأى انتقادات خارجية ضد حكومته.. يتعاطف مع كل من يشتم بلده ليس حباً فيمن يشتم ولكن كرها فيمن يُشتم.
أسهل حجة لدى المواطن لتبرير أخطائه هى الحكومة، فهى المسؤولة عن كل الأخطاء بما فيها ارتكاب الكثيرين لجريمة الاتصال بالإسعاف دون وجود إصابات دون أن يفكر المواطن فى شقيقه المواطن.. أصبحنا نبحث عن حقوقنا الشخصية دون الانتباه إلى واجباتنا أو حقوق الآخرين.. نسب أعضاء مجلس الشعب ليلاً ونهاراً لكن لا نبذل أى جهد لمنع انتخابهم مرة أخرى.. نلعن رجال الأعمال فى كل وقت وأذان ثم نجرى وراءهم للحصول على أى منفعة منهم.
يظل المواطن المصرى يناضل ويكافح ويطالب بالتغيير حتى يأتيه التغيير المنتظر «بعد زمن طبعاً» فإذا مس مصالحه الشخصية قاومه وناضل مرة أخرى لإيقافه والتنديد به دون النظر للمصلحة القومية أو العامة أو المستقبل القريب أو البعيد.
صعب أن تقبض على مواطن مصرى متلبس بجريمة مشاركة شقيقه المواطن فى أزمة عامة، فموظفو الضرائب العقارية حينما يعتصمون لا تجد معهم سوى رجال الشرطة.. وعمال المحلة حينما يضربون لا يجدون أيضاً ضدهم سوى رجال الشرطة.. والصيادلة حينما يرفضون نظام الضرائب لا نجد مواطناً يساندهم إلا بالتعاطف من بعيد لبعيد، وكذلك الأطباء والصحفيون وحتى المحامون حينما رفضوا الرسوم القضائية ظل المواطن يصفق لهم من على سرير النوم أثناء متابعته للفضائيات بل، إن البعض حرص على عدم التصفيق بصوت مرتفع حتى لا يحرر له محضر إزعاج السلطات.
لقد أصبح المواطن المصرى هو الغائب الغائب فى كل القضايا المطروحة، ويبحث دائماً عمن يدير له معاركه، بل الأغرب أنه حينما يعجبه موقف فإنه يتعاطف معه فقط، وحينما يغضبه موقف فإنه يرفضه فى سره أو بالفضفضة مع زوجته وأولاده، وأحياناً يكتفى بالهمهمة مع زوجته فقط، خوفاً من أن أولاده يبلغون عنه، وفقاً للتعديلات المقترحة فى قانون الطفل.
لن تتطور مصر بالحكومة أو المعارضة بل بقدرة شعبها على التقدم ومحاسبة الحكومة والمعارضة. يحكى أن أحد الخلفاء الأمويين ذهب إلى المدينة فسأل أهلها عن أحوالهم ورأيهم فى والى المدينة فأجابوا: كنا نتمنى أن يكون الوالى مثل سيدنا عمر بن الخطاب أو سيدنا أبوبكر الصديق. فرد الخليفة الأموى قائلاً: عندما تكونون مثل رعية عمر وأبوبكر ستجدون ما تريدون!
..
منقوووووووول